طفلتي الداخلية لا زالت تتألّم {معنى آخر للتشافي}

٤ أبريل ٢٠٢٣
Mawadda Alsurehi



بعيدًا عن النجاحات والشغف والإنجازات

بفضل من ربي حبيبي، خلوني أتكلم معكم عن جانب آخر

وهو أيضًا مني وفيني


وبعيدًا عن زخرفة و زبرقة الكلام..

حتى هذه اللحظة

وأنا أعتبر القدوة لدى يمكن الكثير أو القليل

طفلتي الداخليّة لسا جالسة تتألم بجوانب معيّنة في حياتي

وهذا جدًا عادي.. لا بأس ولا ضرر

الهدف من رحلة التشافي مو إني اتحوّل لإمرأة حديدية

مافي شيء يجرحها، او تمشي وتضحك 24 ساعة وترش ورد

وين ماراحت وتردد توكيدات

بل الهدف هو إنك تشوف الملفات تنفتح أمامك

وتتأقلم مع بعض الملفات، وتستوعبها وتشوفها

بعين الحقيقة.. وبعدها راح يظهر لك الكثير اللي يوضح لك

كيفية إكمال الطريق ( لو كنت مركز طبعًا!)

لأن في كل تجربة عندك خيارين: البكائيات و نعت الحظ

أو التركيز ومعرفةا لتعامل مع التجربة..


لما نقول تشافي يتوقع الكثير إن صاحب الكلمة

متكّي وجالس يدندن 24 ساعة، وهذي الصورة ما اقدر

حتى اقول عنها ولا في الأحلام لأن الحياة اصلًا عبارة عن رحلة

من التشافي لآخر لحظة منها..

لهذا الكثير يستخف في أصحاب الوعي والناس اللي تعلمهم

على طريق التشافي لأنهم اصلًا مو مستوعبين ماهية التشافي

قبل كل شيء..



كوننا بشر، فإحنا مليانين مرتفعات ومنخفضات

وفوق هذا، لنا قيعان.. ولنا قفزات

لهذا استيعاب هذي النقطة يختصر الكثير عليك كإنسان

راح يمر بالعديد من التجارب واتخذ طريق التشافي

وعادي جدًا يكون عمرك 35 وينفتح ملف قصة صارت لك

وانت بعمر 5، ولكن الفرق.. إنك بتعرف تتعامل معاه

وتعرف تخلي عودة هذا الملف تمر عليك بأقل الأضرار


ويوقف يجيب لك نفس الأحداث ونفس الرسائل

ونفس الآلام المتنكرة على هيئة مواقف

متناسبة مع عمرك الحالي


طفلتي الداخلية قبل اعوام من الآن كانت هي المسيطرة..

مليانة آلام ومخاوف وأيضًا خيبات من الأفراد اللي انولدت

من خلالهم و كان من المفترض إنهم يكونوا

مصدر الأمان والحب بحياتها، زي كثير مرّو بنفس الشيء


ما اذكر هذي النقطة بدافع الأسى

بل بدافع إننا نفهم بعض

ولكن لأنها طفله ماكانت مستوعبة

إن مافي شيء اسمه "مفترض" وإن قصص أفلام كرتون

سبيس ستون اذا ماتحققت على أرض الواقع مايعني لازم

طول الوقت أقاوم واعيش حياة كاملة من الألم

لأن مو قادرة اتقبل وبكل بساطة إن لازم استوعب اني

مو لازم أغصب هذي القصة اللي صارت بطفولتي

انها تتغير ويتغيروا الأشخاص ويصير الله فيه فرصة

يعوّضوك عن طفولتك وتشوف نسخة افضل منهم..

لأن الحقيقة فيه ناس كثير موجودين في قصتنا دورهم

إنهم يكونوا بهذه الصورة الغير جيّدة، ولا يمكن

نقدر نغيرهم او نلمّعهم، والهدف والرسالة

اننا نستوعب ان هذي هي الصورة شئنا أم أبينا

لو نستخدم كل القوانين الكونية والأكواد والترددات

لجذب النسخة الجيدة منهم.. هذي النسخة الوحيدة

منهم اللي لازم تتعامل معاها في تجربتك الأرضية وتوقف أمل

بإن ممكن تتغير القصّة

وممكن بعدها تتغير النسخة ولكنك تكون في اقصى درجات

القبول مع هذيك النسخة.. فمو مهم

تعرف ليه؟

لأن اصلًا قصتك في هذي الحياة ماتنحصر

بتواجد نسخة طيبة من أشخاص ماشفت منهم

هذه النسخة

قصتك أوسع بكثير من هذا الجانب

قصتك لها فردانيّتها الخاصة وهذولا أدوار في لعبة

بهذي النسخ


احيانًا -وبطريقة ما- نكتشف إننا نتمسك في آلام

وخيبات معينة قديمة حصلت في ظروف سابقة

بلا وعي مننا، نرجع نحزن ونتألم على نفس السبب

حتى بعد مانكبر وننجز ونحقق، لا يزال جزء مننا يتغنّى

بهذا الجانب اللي يجرحنا كثير من قصتنا في الماضي


لهذا ضروري جدًا نسأل

وبكل شفافية.. وبكل صراحة، وبكل صدق:

انت ليش لسّا متمسّك بشعور الألم هذا؟

وايش يعطيك هذا الألم من معنى؟

أي عمق يضيفه هذا الألم وقيمة لقصتك؟


اسأل نفسك، واسأل طفلك الداخلي..

وجاوب نفسك وبكل شفافيّة..

وخلي دايمًا، دايمًا الإجابة قدام عينك وخذها بكل جديّة


كن شجاع، التشافي يحب الشجعان


وعلى سيرة الطفل الداخلي

احب اذكرك انك ماتبخل على نفسك ابدًا

بإنك تبدأ رحلتك بالتشافي وتسكّر الكثير من الملفات اللي

علقت بجسدك المشاعري بدون ماتدري🤍

هذا الجورنال راح يساعدك كثير، كثير

وهو حصيلة تجربة مع جروح الطفولة،

والخلاصة اللي تعلمتها في رحلة التشافي

..

تصفح المفكرة من هنا:


https://agape.ws/ar/GDNgOz


حب وسلام لروحك

ولطفلك الداخلي

ولرحلتك..



مودّه

مالكة علامة AGAPE